فصل: سنة ست وستين فيها كان الوباء العظيم بمصر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **


 سنة ست وستين فيها كان الوباء العظيم بمصر‏.‏

وتوثب على الكوفة عام أول المختار بن أبي عبيد وتتبع قتله الحسين‏.‏

فقتل عمر بن سعد بن أبي وقاص وأضرابه‏.‏

وجهز جيشًا ضخمًا مع إبراهيم ابن الأشتر النخعي فكانوا ثمانية آلاف لحرب عبيد الله بن زياد‏.‏

فكانت وقعة الخازر بأرض الموصل‏.‏

وقيل كانت في سنة سبع وهو أصح‏.‏

وكانت ملحمة عظيمة‏.‏

وفيها وقيل في سنة ثمان توفي زيد بن أرقم الأنصاري وقد غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة ونزل الكوفة‏.‏

وفيها وقيل في سنة أربع وسبعين توفي جابر بن سمرة بالكوفة‏.‏

وأبوه صحابي أيضًا‏.‏

وفيها قويت شوكة الخوارج واستولى نجدة الحروري على اليمامة والبحرين‏.‏

سنة سبع وستين في المحرم كانت وقعة الخازر اصطدم فيها أهل الشام وكانوا أربعين ألفًا ظفر بهم إبراهيم بن الأشتر‏.‏

وقتلت أمراءهم‏:‏ عبيد الله بن زياد ابن أبيه وحصين بن نمير السكوني الذي حاصر ابن

وبعثت رؤوسهم فنصبت بمكة والمدينة‏.‏

وفيها وقيل في سنة ثمان توفي عدي بن حاتم الطائي رئيس طي عن مائة وعشرين سنة بقرقيسيا‏.‏

ولما أسلم سنة سبع أكرمه النبي صلى الله عليه وسلم وألقى له وسادة وقال‏:‏ ‏(‏إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه‏)‏‏.‏

ولما تحقق ابن الزبير دبر المختار وكذبه بعث أخاه مصعب بن الزبير على العراق فدخل البصرة وتأهب منها وسار وعلى ميمنته وميسرته المهلب ابن أبي صفرة وعمرو بن عبيد الله التيمي‏.‏

فجهز المختار لحربهم جيشًا عليهم أحمر بن شميط وكيسان أبو عمرة فهزمهم مصعب وقتل أحمر وكيسان‏.‏

وقتل من عسكر مصعب محمد بن الأشعث بن قيس الكندي ابن أخت الصديق‏.‏

وعبيد الله بن علي أبي طالب‏.‏

وقتل من جند المختار عمر الأكبر ابن علي بن أبي طالب‏.‏

ثم ساق عسكر مصعب فدخلوا الكوفة وحصروا المختار بقصر الإمارة أيامًا إلى أن قتله الله في رمضان‏.‏

وكان كذابًا يزعم أن جبريل ينزل عليه‏.‏

وصفت العراق لمصعب‏.‏

سنة ثمان وستين فيها توفي أبو شريح الخزاعي الكعبي‏.‏

وكان قد أسلم قبل فتح مكة‏.‏

وفيها على قول عبد الله بن عمرو وزيد بن أرقم وزيد بن خالد الجهني‏.‏

وقد مر بعضهم‏.‏

وفيها توفي رباني الأمة عبد الله بن عباس الهاشمي الفقيه المفسر الحبر البحر بالطائف عن إحدى وسبعين سنة‏.‏

وفيها عزل ابن الزبير أخاه مصعبًا وولى ابنه حمزة‏.‏

سنة تسع وستين فيها كان طاعون الجارف بالبصرة‏.‏

قال المدائني‏:‏ حدثني من أدرك الجارف قال‏:‏ كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفًا‏.‏

وروى خليفة عن أبي اليقظان قال‏:‏ مات لأنس بن مالك في الجارف سبعون ابنًا‏.‏

وقيل‏:‏ مات في طاعون الجارف عشرون ألف عروس‏.‏

وأصبح الناس في الرابع ولم يبق إلا اليسير من الناس‏.‏

وصعد ابن عامر يوم الجمعة المنبر وما في الجامع إلا سبعة رجال وامرأة‏.‏

فقال‏:‏ ما فعلت الوجوه فقيل‏:‏ تحت التراب أيها الأمير وفيها قتل نجدة بن عامر الحروري‏.‏

قتله أصحابه واختلفوا وقيل بل ظفر به أصحاب ابن الزبير‏.‏

وفيها مات قاضي البصرة أبو الأسود الدؤلي صاحب النحو‏.‏

سمع من عمر وعلي‏.‏

روى عبد الملك بن عمير عنه قال‏:‏ لي عمر‏:‏ إني أراك شابًا فصيح اللسان فسيح الصدر‏.‏

وفيها أعاد ابن الزبير مصعبًا على العراق وعزل ابنه حمزة بن عبد الله‏.‏

فقصد هو وعبد الملك كل منهما الآخر‏.‏

ثم فصل بينهما الشتاء‏.‏

فتوثب على دمشق في غيبة عبد الملك عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق وأراد الخلافة‏.‏

فجاء عبد الملك وجرى بينهما قتال وحصار ثم نزل إليه بالأمان‏.‏

وفيها كان بين الأزارقة وبين المهلب حرب شديد ودام القتال أشهرا‏.‏

سنة سبعين فيها غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق وذبحه صبرًا بعد أن آمنه وحلف له وجعله ولي عهده من بعده‏.‏

وفيها توفي عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي‏.‏

ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وفيها وقتل في التي قبلها مالك بن يخامر السكسكي صاحب معاذ‏.‏

وكان قد أدرك الجاهلية‏.‏

وفيها كان الوباء بمصر‏.‏

وفيها قال ابن جرير‏:‏ ثارت الروم ووثبوا على المسلمين‏.‏

فصالح عبد الملك بن مروان ملك الروم

قلت‏:‏ هذا أول وهن دخل على الإسلام‏.‏

وما ذاك إلا لاختلاف الكلمة ولكون الوقت فيه خليفتان يتنازعان الأمر فما شاء الله كان‏.‏

سنة إحدى وسبعين فيها توفي عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي‏.‏

أحد من بايع تحت الشجرة‏.‏

له أحاديث ولكن في غير الكتب الستة‏.‏

سنة اثنتين وسبعين فيها توفي البراء بن عازب أبو عمارة الأنصاري الحارثي نزيل الكوفة‏.‏

وكان من أقران ابن عمر‏.‏

استصغر يوم بدر‏.‏

ومعبد بن خالد الجهني‏.‏

وكان صاحب لواء جهينة يوم الفتح‏.‏

له حديث عن أبي بكر‏.‏

وفيها على الصحيح عبيدة بن عمر بن السلماني المرادي الكوفي الفقيه المفتي‏.‏

أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وتفقه بعلي وابن مسعود‏.‏

قال الشعبي‏:‏ كان يوازي شريحًا في القضاء‏.‏

وفيها على الصحيح الأحنف بن قيس أبو بحر التميمي السعدي الأمير‏.‏

أحد الأشراف ومن قلت‏:‏ سمع من عمر وجماعة‏.‏

وفيها كانت وقعة هائلة بالعراق بدير الجاثليق‏.‏

تجهز عبد الملك وطلب العراق‏.‏

وسار مصعب أيضًا يقصد الشام‏.‏

فالتقى الجمعان‏.‏

فخان مصعبًا بعض جيشه وأفلت زياد بن عمرو ومالك بن مسمع وطائفة لديهم ولحقوا بعبد الملك‏.‏

وكان عبد الملك قد كتب إليهم يعدهم ويمنيهم حتى أفسدهم‏.‏

وجعل مصعب كلما قال لمقدم من أمرائه‏:‏ تقدم لا يطيعه‏.‏

واستظهر عبد الملك فأرسل إلى مصعب يبذل له الأمان‏.‏

فقال‏:‏ إن مثلي لا ينصرف عن هذا الموطن إلا غالبًا أو مغلوبًا‏.‏

ثم إنهم أثخنوه بالرمي‏.‏

ثم شد عليه زائدة فطعنه وقال‏:‏ يا لثارات المختار‏.‏

وقتل مع مصعب ولداه عيسى وعروة وإبراهيم بن الأشتر سيد النخع وفارسها‏.‏

ومسلم بن عمرو الباهلي‏.‏

واستولى عبد الملك على العراق وما يليها‏.‏

فأمر أخاه بشرًا على العراق وبعث الأمراء على الأعمال‏.‏

وجهز الحجاج إلى مكة لحرب ابن الزبير‏.‏

سنة ثلاث وسبعين فيها توفي عوف بن مالك الأشجعي الحبيب الأمين‏.‏

وكان ممن شهد فتح مكة‏.‏

وفيها توفي أبو سعيد بن المعلى الأنصاري‏.‏

وله صحبة ورواية‏.‏

وفيها نازل الحجاج ابن الزبير فحاصره‏.‏

ونصب المنجنيق على أبي قبيس‏.‏

ودام القتال أشهرًا‏.‏

إلى أن قتل عبد الله بن الزبير بن العوام الأسدي أمير المؤمنين وفارس قريش وابن حواري الرسول صلى الله عليه وسلم كان صوامًا قوامًا بطلًا شجاعًا فصيحًا مفوهًا‏.‏

قتل في جمادى الأولى وطيف برأسه في مصر وغيرها‏.‏

وقتل معه عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي رئيس مكة وابن رئيسها‏.‏

ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولما حج معاوية قدم له ابن صفوان ألفي شاة‏.‏

وقتل معه بحجر المنجنيق عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي الذي ولي الكوفة لابن الزبير قبل غلبة المختار‏.‏

وقتل معه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي وقد أسلم يوم الحديبية‏.‏

وتوفيت أم ابن الزبير بعد مصابه بيسير‏.‏

وهي أسماء بنت أبي بكر الصديق وهي في عشر المائة‏.‏

وهي من المهاجرات الأول وتلقب بذات النطاقين‏.‏

وفيها استوثق الأمر لعبد الملك بن مروان بمقتل ابن الزبير‏.‏

وولي الحجاج إمرة الحجاز‏.‏

فنقض الكعبة وأعادها إلى بنائها من زمن النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وكانت قد شعثت من المنجنيق وأصيب الحجر الأسود فأصلحوه ورمموه‏.‏

في أولها مات رافع بن خديج الأنصاري وقد أصابه يوم أحد سهم فنزعه وبقي النصل في جسمه إلى أن مات‏.‏

وفي أولها توفي أبو عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي‏.‏

السيد الفقيه القدوة‏.‏

استصغر يوم أحد‏.‏

وقد عين للخلافة يوم الحكمين مع وجود علي والكبار رضي الله عنهم‏.‏

وقال سعيد بن المسيب يوم مات ابن عمر‏:‏ ما بقي في الأرض أحد أحب إلي أن ألقي الله بمثل عمله منه‏.‏

وهذا كنحو ما قال علي في عمر يوم مات‏.‏

وأما أبو داود فقال‏:‏ مات ابن عمر بمكة في أيام الموسم‏.‏

يعني سنة ثلاث وسبعين‏.‏

وتوفي بعده أبو سعيد سعد بن مالك الأنصاري الخدري‏.‏

وكان من فقهاء الصحابة وأعيانهم‏.‏

شهد الخندق وغيرها وشهد بيعة الرضوان‏.‏

وفيها توفي بالمدينة سلمة بن الأكوع الأسلمي‏.‏

وكان ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت يوم الحديبية‏.‏

وكان بطلًا شجاعًا راميًا يسبق الفرس سيرًا وله مواقف مشهورة‏.‏

وفيها توفي بالكوفة أبو جحيفة السوائي ويقال له وهب الخير‏.‏

له صحبة ورواية‏.‏

وكان صاحب شرطة علي رضي الله عنه‏.‏

فكان يقوم تحت منبره يوم الجمعة‏.‏

وقيل تأخر إلى بعد الثمانين‏.‏

وفيها توفي محمد بن خاطب بن الحارث الجمحي‏.‏

وله صحبة ورواية‏.‏

وهو أول من سمي في الإسلام محمدًا‏.‏

وفيها توفي أوس بن ضمغج الكوفي العابد‏.‏

وخرشة بن الحر‏.‏

وقد ربي يتيمًا في حجر عمر‏.‏

ونزل الكوفة‏.‏

وعاصم بن ضمرة السلولي‏.‏

صاحب علي‏.‏

ومالك بن أبي عامر مع الأصبحي جد الإمام مالك‏.‏

له عن عمر وعثمان رواية‏.‏

وفيها عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي بالمدينة‏.‏

له رؤية ورواية‏.‏

وكان كثير الحديث والفتيا‏.‏

سنة خمس وسبعين فيها حج عبد الملك بن مروان وخطب على منبر النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

وعزل الحجاج عن الحجاز وأمره على العراق‏.‏

وفيها توفي العرباض بن سارية السلمي أحد أصحاب الصفة بالشام‏.‏

وأبو ثعلبة الخشني بالشام وقد شهد فتح خيبر‏.‏

قال ابن إسحاق‏:‏ حج مائة حجة وعمرة‏.‏

وكان إذا رؤي ذكر الله‏.‏

والأسود بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه العابد‏.‏

ورد أنه كان يصلي في اليوم والليلة سبع مائة ركعة‏.‏

وبشر بن مروان الأموي أمير العراقين بعد مصعب‏.‏

وسليم بن عتر التجيبي قاضي مصر وقاصها وناسكها‏.‏

وقد حضر خطبة عمر بالجابية‏.‏

سنة ست وسبعين فيها وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي ابن عم المختار لحرب شبيب والخوارج‏.‏

فالتقوا فاستظهر شبيب وقتل زائدة‏.‏

واستفحل أمر شبيب وهزم العساكر مرات‏.‏

سنة سبع وسبعين فيها بعث الحجاج لحرب شبيب عندما قتل عثمان الحارثي عتاب بن ورقاء الخزاعي الرباحي‏.‏

فالتقى شبيبًا بسواد الكوفة فقتل أيضًا عتاب وهزم جيشه‏.‏

فجهز الحجاج لقتاله الحارث بن معاوية الثقفي‏.‏

فالتقوا فقتل الحارث‏.‏

فوجه الحجاج أبا الورد النضري فقتل‏.‏

ففرق الحجاج وسار بنفسه‏.‏

فالتقوا واشتد القتال‏.‏

وقتلت غزالة امرأة شبيب‏.‏

وكانت يضرب بشجاعتها المثل‏.‏

وجحز بينهم الليل‏.‏

وسار شبيب إلى ناحية الأهواز وبها محمد بن موسى بن طلحة التيمي‏.‏

فخرج لقتال شبيب ثم بارزه فقتله شبيب‏.‏

وسار إلى كرمان فتقوى ورجع إلى الأهواز‏.‏

فبعث الحجاج لحربه سفيان الأبرد الكلبي وحبيب بن عبد الرحمن الحكمي‏.‏

فالتقوا على جسر دجيل‏.‏

واشتد القتال حتى حجز بينهم الظلام‏.‏

ثم ذهب شبيب وعبر على الجسر فقطع به فغرق‏.‏

وكان إليه المنتهى في الشجاعة والبأس وأكثر ما يكون في مائتي نفس من الخوارج فيهزمون الألوف‏.‏

وفيها غزا عبد الملك بنفسه‏.‏

فدخل الروم وافتتح مدينة هرقلة‏.‏

وفيها توفي أبو تميم الجيشاني‏.‏

واسمه عبد الله بن مالك‏.‏

قرأ القرآن على معاذ‏.‏

وكان من عباد أهل مصر وعلمائهم‏.‏

سنة ثمان وسبعين فيها وثب الروم على ملكهم فنزعوه من الملك وقطعوا أنفه ونفوه إلى بعض الجزائر‏.‏

وولي فيها موسى بن نصير إمرة الغرب كله‏.‏

وولي خراسان المهلب بن أبي صفرة‏.‏

وفيها توفي جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام السلمي الأنصاري‏.‏

وهو آخر من مات من أهل العقبة‏.‏

وعاش أربعًا وتسعين سنة‏.‏

وكان كثير العلم من أهل بيعة الرضوان‏.‏

وفيها على الأصح زيد بن خالد الجهني بالكوفة وله خمس وثمانون سنة‏.‏

وهو من مشاهير الصحابة‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن غنم الأشعري بالشام‏.‏

وكان قد بعثه عمر يفقه الناس‏.‏

قال أبو مسهر‏:‏ هو رأس التابعين رحمه الله‏.‏

وفيها أبو أمية شريح بن الحارث الكندي القاضي‏.‏

وولي قضاء الكوفة لعمر ولمن بعده‏.‏

وعاش أزيد من مائة سنة‏.‏

واستعفى من القضاء قبل موته بعام فأعفاه الحجاج‏.‏

وكان فقيهًا قانتًا شاعرًا صاحب مزاح‏.‏

وفيها قتل بسجستان أبو المقدام شريح بن هانئ المذحجي صاحب علي عن مائة وعشرين سنة‏.‏

فيها أصاب أهل الشام طاعون كادوا يفنون من شدته‏.‏

قاله ابن جرير‏.‏

وفيها كان مقتل رأس الخوارج قطري بن الفجاءة التميمي بطبرستان‏.‏

عثر به فرسه فهلك‏.‏

وأتي الحجاج برأسه‏.‏

ومات بسجستان عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي‏.‏

وكان قد بعثه الحجاج أميرًا عليها في العام الماضي‏.‏

وكان جوادًا ممدحًا يعتق في كل عيد مائة عبد‏.‏

وفيها مات عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود الهذلي وهو قليل الحديث‏.‏

سنة ثمانين فيها بعث الحجاج على سجستان عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الكندي‏.‏

فلما استقر بها خلع الحجاج وخرج‏.‏

ثم كانت بينهما حروب يطول شرحها‏.‏

وفيها مات عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي‏.‏

وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم‏.‏

ولد بالحبشة‏.‏

ويقال لم يكن في الإسلام مثله في جوده وسخائه‏.‏

وفيها مات أبو إدريس الخولاني عائذ بن عبد الله فقيه أهل الشام وقاصهم وقاضيهم‏.‏

سمع من أبي الدرداء وطبقته‏.‏

وفيها مات أسلم مولى عمر رضي الله عنه‏.‏

اشتراه عمر في حياة أبي بكر‏.‏

وهو من سبي عين التمر‏.‏

وكان فقيهًا نبيلًا‏.‏

وفيها وقيل قبلها جنادة بن أبي أمية الأزدي بالشام له ولأبيه صحبة‏.‏

وحديثه في الصحيحين عن الصحابة ولي غزو البحر لمعاوية‏.‏

وفيها على الأصح أبو عبد الرحمن جبير بن نفير الحضرمي نزيل حمص‏.‏

كان من جلة التابعين‏.‏

روى عن أبي بكر وعمر‏.‏

وفيها توفي عبد الرحمن بن عبد القاري‏.‏

أتي به أبوه النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير‏.‏

روى عن جماعة‏.‏

وهو مدني‏.‏

وفيها صلب عبد الملك معبد الجهني في القدر‏.‏

قاله سعيد بن غفير‏.‏

وقيل بل عذبه الحجاج بأنواع العذاب وقتله‏.‏

له رواية وقد وثقوه‏.‏

وفيها توفي ملك عرب الشام حسان بن النعمان بن المنذر الغساني غازيًا بالروم‏.‏

وفيها مات اليون عظيم الروم‏.‏

وفيها حصر المهلب بن أبي صفرة كش ونسف‏.‏

فيها قام مع ابن الأشعث عامة أهل البصرة مع العلماء والعباد‏.‏

فاجتمع له جيش عظيم‏.‏

والتقوا عسكر الحجاج يوم الأضحى فانكشف عسكر الحجاج وانهزم هو وتمت بينهما بعد ذلك عدة وقعات حتى قيل كان بينهما أربع وثمانون وقعة على الحجاج والآخرة كانت له‏.‏

وفيها وقيل سنة اثنتين توفي أبو القاسم محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي ابن الحنفية عن سبعين إلا سنة‏.‏

وكانت الشيعة قد لقبته المهدي‏.‏

وتزعم شيعته أنه لم يمت وأنه بجبل رضوى مختفيًا عنده عسل وماء‏.‏

وفيها توفي سويد بن غفلة الجعفي بالكوفة‏.‏

وقدم المدينة وقد دفنوا النبي صلى الله عليه وسلم ‏.‏

ومولده عام الفيل فيما قيل‏.‏

وكان فقيهًا إمامًا عابدًا كبير القدر‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن زرير الغافقي المصري‏.‏

روى عن عمر وعلي‏.‏

وفيها حجت أم الدرداء الأوصابية الحميرية‏.‏

وكان لها نصيب وافر من العلم والعمل‏.‏

ولهاحرمة زائدة بالشام‏.‏

وقد خطبها معاوية بعد وفاة أبي الدرداء فامتنعت‏.‏

وقتل مع ابن الأشعث ليلة دجيل أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود الهذلي‏.‏

روى عن طائفة‏.‏

ولم يدرك السماع من والده‏.‏

وقتل معه ليلتئذ عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي ابن خالة خالد ابن الوليد‏.‏

وكان فقيها كثير الحديث لقي كبار الصحابة وأدرك معاذ بن جبل

وفيها كانت الحروب تستعر بالعراق بين الحجاج وابن الأشعث وكاد ابن الأشعث أن يغلب على العراق‏.‏

وبلغ جيشه ثلاثة وثلاثين ألف فارس ومائة وعشرين ألف راجل‏.‏

ولم يتخلف عنه كثير‏.‏

قاموا معه على الحجاج لله‏.‏

وفيها توفي أبو عمر زاذان مولى كندة‏.‏

وقد شهد خطبة عمر بالجابية‏.‏

وكان من علماء الكوفة‏.‏

وفيها توفي أبو مريم زر بن حبيش الأسدي القاري بالكوفة عن مائة وعشرين سنة وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية فيما قيل‏.‏

وفيها قتل الحجاج كميل بن زياد النخعي صاحب علي‏.‏

وكان شريفًا مطاعًا شيعيًا متعبدًا‏.‏

وفيها في ذي الحجة توفي بمرو الروذ المهلب بن أبي صفرة الأزدي أمير خراسان وصاحب الحروب والفتوحات‏.‏

قال أبو إسحاق السبيعي‏:‏ لم أر أميرًا أيمن نقيبةً ولا أشجع لقاءً ولا أبعد مما يكره ولا أقرب مما يحب من المهلب‏.‏

قلت‏:‏ ومولده عام الفتح ولأبيه صحبة‏.‏

وفيها قتل مع ابن الأشعث سليم بن أسود المحاربي الكوفي‏.‏

وفيها قتل الحجاج محمد بن سعد أبي وقاص لقيامه مع ابن الأشعث‏.‏

فيها في قول الفلاس وغيره‏:‏ وقعة دير الجماجم‏.‏

وكان شعار الناس‏:‏ يا ثارات الصلاة‏.‏

لأن الحجاج قاتله الله كان يميت الصلاة ويؤخرها حتى يخرج وقتها‏.‏

فقتل مع ابن الأشعث أبو البخترى الطائي مولاهم واسمه سعيد بن فيروز وكان من كبار فقهاء الكوفة‏.‏

روى عن ابن عباس وطبقته‏.‏

وغرق مع ابن الأشعث بدجيل عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري الكوفي الفقيه المقرئ‏.‏

قال ابن سيرين‏:‏ رأيت أصحابه يعظمونه كأنه أمير‏.‏

قلت‏:‏ أخذ عن عثمان وعلي ورأى عمر يمسح على الخفين‏.‏

وفيها توفي أبو الجوزاء الربعي البصري‏.‏

واسمه أوس بن عبد الله‏.‏

روى عن عائشة وجماعة‏.‏

وفيها توفي قاضي مصر عبد الرحمن بن جحيرة الخولاني‏.‏

روى عن أبي ذر وغيره‏.‏

وكان عبد العزيز بن مروان يرزقه في السنة ألف دينار فلا يدخرها‏.‏

سنة أربع وثمانين فيها افتتح موسى بن نصير أوربة من المغرب وبلغ عدد السبي خمسين ألفًا‏.‏

وفيها فتحت المصيصة على يد عبد الله بن عبد الملك بن مروان‏.‏

وفيها ظفروا بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي وقتلوه بسجستان وطيف برأسه في البلدان‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي بعمان‏.‏

هاربًا من الحجاج‏.‏

وهو ابن أخت معاوية‏.‏

ولما ولد أتي به النبي صلى الله عليه وسلم فحنكه‏.‏

وفيها توفي عتبة بن الندر السلمي بالشام‏.‏

له صحبة وحديثان‏.‏

وفيها توفي عمران بن حطان السدوسي البصري آخر رؤوس الخوارج وشاعرهم البليغ‏.‏

وفيها توفي أبو زرعة روح بن زنباع الجذامي سيد جذام وأمير فلسطين‏.‏

وكان معظمًا عند عبد الملك لا يكاد يفارقه‏.‏

وهو عنده بمنزلة وزير‏.‏

وكان ذا علم وعقل ودين‏.‏

سنة خمس وثمانين وفيها غزا محمد بن مروان بن الحكم أرمينية‏.‏

فأقام سنة وأمر ببناء مدينة أردبيل وبرذعة‏.‏

وفيها كانت وقعة بين المسلمين والروم بطوانة أصيب فيها المسلمون واستشهد نحو الألف‏.‏

وفيها توفي أبو عمر عبد العزيز بن مروان بن الحكم أمير مصر والمغرب في جمادى الأولى‏.‏

وأرخه جماعة وقال بعضهم‏:‏ مات في العام الماضي وبقي على مصر عشرين سنة‏.‏

وروى عن أبي هريرة وغيره‏.‏

وكان ولي العهد بعد عبد الملك‏.‏

عقد لهما أبوهما ذلك‏.‏

فلما مات عقد العهد من بعده عبد الملك لولديه وبعث إلى عاملة على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي ليبايع له الناس بذلك‏.‏

فامتنع عليه سعيد بن المسيب وصمم‏.‏

فضربه هشام ستين سوطًا وطوف به‏.‏

وفيها أو في سنة ست توفي واثلة بن الأسقع الليثي‏.‏

أحد فقراء الصفة‏.‏

شهد غزوة تبوك‏.‏

وعاش ثمانيًا وتسعين سنة‏.‏

وكان فارسًا شجاعًا فاضلًا‏.‏

وفيها توفي عمرو بن حريث المخزومي‏.‏

وله صحبة ورواية‏.‏

مولده قبيل الهجرة‏.‏

وفيها في قول عمرو بن سلمة الجرمي البصري الذي صلى بقومه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ويقال له صحبة‏.‏

وفيها توفي أسير بن جابر بالعراق وله أربع وثمانون سنة‏.‏

عمرو بن سلمة الهمداني‏.‏

سمع عليًا وابن مسعود‏.‏

ولم يخرجوا له في الكتب الستة شيئًا‏.‏

وهو مقل‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن عامر بن ربيعة العتري حليف آل عمر بن الخطاب‏.‏

ولد سنة ست من الهجرة‏.‏

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثًا ليس بمتصل‏.‏

خرجه أبو داود‏.‏

وله عن

سنة ست وثمانين فيها ولي قتيبة بن مسلم الباهلي خراسان وافتتح بلاد صاغان من الترك صلحًا‏.‏

وفيها توفي أبو أمامة الباهلي صدي بن عجلان نزيل حمص‏.‏

وقد قال‏:‏ كنت يوم حجة الوداع ابن ثلاثين سنة فيكون عمره مائة وست سنين‏.‏

وافتتح مسلمة بن عبد الملك حصنين من بلاد الروم‏.‏

وفيها وقيل سنة ثمان عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي‏.‏

وهو آخر الصحابة موتًا بالكوفة‏.‏

وآخر من شهد بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص القرآن‏.‏

ولا يدخل أحد منهم النار بنص السنة‏.‏

وفيها على الصحيح وقيل سنة ثمان أيضًا عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي‏.‏

آخر الصحابة موتًا بمصر‏.‏

وفيها قبيصة بن ذؤيب الخزاعي المدني الفقيه بدمشق‏.‏

روى عن أبي بكر وعمر‏.‏

قال مكحول‏:‏ ما رأيت أعلم منه‏.‏

وقال الزهري‏:‏ كان من علماء الأمة‏.‏

وفي شوال مات الخليفة أبو الوليد عبد الملك بن مروان وله ستون سنة‏.‏

وكانت خلافته المجتمع عليها من بعد ابن الزبير ثلاث عشرة سنة وأشهرًا‏.‏

وكان أبيض طويلًا كبير العينين مشرف الأنف رقيق الوجه ليس بالبادن‏.‏

عدة أبو الزناد في الفقيه في طبقة ابن المسيب‏.‏

وقال نافع‏:‏ لقد رأيت أهل المدينة وما فيها شاب أشد تشميرًا ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك‏.‏

سنة سبع وثمانين فيها استعمل الوليد على المدينة عمر بن عبد العزيز إلى أن عزله سنة ثلاث وتسعين بأبي بكر بن حزم‏.‏

وفيها كانت ملحمة هائلة بناحية بخارا بين قتيبة والكفار‏.‏

ونصر الله الإسلام‏.‏

وفيها فتحت سردانية من المغرب‏.‏

وفيها ابتدأ بنيان جامع دمشق‏.‏

ودام العمل والجد والاجتهاد في بنائه وزخرفته أكثر من عشر سنين‏.‏

وكان فيه اثنا عشر ألف صانع‏.‏

وفيها توفي بحمص صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عتبة بن عبد السلمي وله أربع وتسعون وفيها توفي المقدام بن معدي كرب الكندي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن إحدى وتسعين سنة‏.‏

مات بحمص أيضًا‏.‏

سنة ثمان وثمانين فيها زحفت الترك وأهل فرغانة والصغد وعليهم ابن أخت ملك الصين في جمع لم يسمع بمثله‏.‏

فيقال‏:‏ كانوا مائتي ألف‏.‏

فالتقاهم قتيبة بن مسلم فهزمهم‏.‏

وفيها اقتتلت الروم في جمع عظيم‏.‏

فالتقاهم مسلمة فكسرهم أيضًا‏.‏

فلله الشكر والمنة‏.‏

وافتتح مسلمة حرثومة وطوانة‏.‏

وفيها توفي عبد الله بن بسر المازني بحمص‏.‏

فكان آخر من مات بالشام من الصحابة‏.‏

سنة تسع وثمانين فيها جهز موسى بن نصير ولده عبد الله‏.‏

فافتتح جزيرتي ميورقة ومنورقة‏.‏

وجهز ولده الآخر مروان فغزا السوس الأقصى‏.‏

وبلغ السبي أربعين ألفًا‏.‏

وغزا مسلمة عمورية‏.‏

فالتقى الروم وهزمهم‏.‏

وفيها توفي على الصحيح عبد الله بن ثعلبة بن أبي صعير العذري المدني‏.‏

مسح النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

سنة تسعين فيها غزا قتيبة وردان خداه الغزوة الثانية‏.‏

فاستصرخ عليه بالترك فالتقاهم قتيبة وكسرهم‏.‏

وفيها غزا مسلمة سورية وافتتح الحصون الخمسة‏.‏

وفيها غدر ملك الطالقان واستعان بترك طرخان على قتيبة‏.‏

ثم ظفر قتيبة بأهل الطالقان فقتل منهم صبرًا مقتلة لم يسمع بمثلها‏.‏

وصلب منهم سماطين طول كل سماط أربعة فراسخ في نظام واحد‏.‏

وفيها ولي مصر قرة بن شريك‏.‏

وكان جبارًا ظالمًا‏.‏

وفيها توفي أبو ظبيان حصين بن جندب الجنبي الكوفي والد قابوس‏.‏

وفيها على الأصح خالد بن يزيد بن معاوية الأموي الدمشقي وكان موصوفًا بالعلم والدين والعقل‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري المدني الفقيه‏.‏

وأبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني المصري مفتي أهل مصر في وقته وعلى عقبة بن عامر تفقه‏.‏

سنة إحدى وتسعين فيها عزل الوليد عمه محمدًا عن الجزيرة وأذربيجان وإرمينية وولى عليها أخاه مسلمة‏.‏

فغزا مسلمة في هذا العام إلى أن بلغ الباب الحديد وافتتح حصونًا ومدائن‏.‏

وافتتح فيها قتيبة عدة مدائن بما وراء النهر‏.‏

وأوطأ الكفار ذلًا وخوفًا‏.‏

وحمل إليه طرخون القطيعة‏.‏

وفيها توفي وقيل في سنة ثمان وثمانين السائب بن يزيد الكندي ابن أخت نمر بالمدينة‏.‏

وقال‏:‏ حج بي أبي مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وأنا ابن سبع سنين‏.‏

ورأيت خاتم النبوة بين كتفيه‏.‏

وفيها توفي أبو العباس سهل بن سعد الساعدي الأنصاري وقد قارب المائة‏.‏

وهوآخر من مات بالمدينة من الصحابة‏.‏

سنة اثنتين وتسعين فيها افتتح إقليم الأندلس على يد طارق مولى موسى فتحه في سنة ثلاث‏.‏

وفيها توفي مالك بن أوس بن الحدثان النصري المدني‏.‏

أدرك الجاهلية ورأى أبا بكر‏.‏

وفيها توفي إبراهيم بن يزيد التيمي الكوفي ولم يبلغ الأربعين‏.‏

روى عن عمرو بن ميمون الأزدي سنة ثلاث وتسعين فيها افتتح قتيبة عدة فتوح وهزم الترك‏.‏

ونازل سمرقند في جيش عظيم ونصب المنجنيق فجاءت نجدة الترك فأكمن لهم كمينًا فالتقوا في نصف الليل‏.‏

فاقتتلوا قتالًا عظيمًا ولم يفلت من الترك إلا اليسير‏.‏

وافتتح سمرقند صلحًا وبنى بها الجامع والمنبر‏.‏

وأما الباهليون فيقولون‏:‏ صالحهم على مائة ألف فارس وعلى بيوت النار وعلى حلية الأصنام فسلبت‏.‏

ثم وضعت قدامه فكانت كالقصر العظيم يعني الأصنام‏.‏

فأمر بتحريقها‏.‏

ثم جمعوا من بقايا ما كان فيها من مسامير الذهب والفضة خمسين ألف مثقال واستعمل على البلد ابنه عبد الله‏.‏

ورد إلى مرو‏.‏

وفيها كانت الفتوح بأرض المغرب والأندلس وبأرض الروم وبأرض الهند‏.‏

ولم يفتتح المسلمون منذ خلافة عثمان مثل هذه الفتوح التي جرت بعد التسعين شرقًا وغربًا‏.‏

فلله الحمد والمنة‏.‏

وفيها توفي خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو حمزة أنس ابن مالك بن النضر الأنصاري‏.‏

قاله حميد الطويل وابن علية وجماعة‏.‏

وقال شعيب بن الحبحاب‏:‏ توفي سنة تسعين‏.‏

وقال الواقدي وغيره‏:‏ سنة اثنتين‏.‏

وقدم النبي صلى الله عليه وسلم وله عشر سنين‏.‏

وفيها توفي بلال بن أبي الدرداء‏.‏

يروي عن أبيه وقد ولي إمرة دمشق‏.‏

وفيها أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي الفقيه بالبصرة‏.‏

قال ابن عباس‏:‏ لو أن أهل البصرة نزلوا عند قول أبي الشعثاء لأوسعهم علمًا عما في كتاب الله‏.‏

وفيها على الصحيح وقيل سنة تسعين أبو العالية رفيع بن مهران الرياحي مولاهم البصري المقرئ المفسر‏.‏

وقد دخل على أبي بكر وقرأ القرآن على أبي‏.‏

قال أبو العالية‏:‏ كان ابن عباس يرفعني على السرير وقريش أسفل‏.‏

وقال أبو بكر بن أبي داود‏:‏ ليس أحد بعد الصحابة أعلم بالقرآن من أبي العالية وبعده سعيد بن جبير‏.‏

وفيها زرارة بن أوفى العامري أبو حاجب قاضي البصرة‏.‏

قرأ في الصبح‏:‏ ‏{‏فإذا نقر في الناقور‏}‏ فخر ميتًا‏.‏

وفيها عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري المدني‏.‏

ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن الصحابة‏.‏

وولي قضاء المدينة‏.‏

وعن الأعرج قال‏:‏ ما رأيت بعد الصحابة أفضل منه‏.‏

فيها غزا قتيبة بن مسلم فرغانة فافتتحها بعد قتال عظيم وبعث جيشًا فافتتحوا الشاش‏.‏

وفيها افتتح مسلمة من أرض الروم سندرة‏.‏

وفيها توفي أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي المدني الفقيه‏.‏

أحد الأعلام‏.‏

قاله جماعة‏.‏

وقال ابن المديني وغيره‏:‏ توفي سنة ثلاث‏.‏

وولد في أثناء خلافة عمر‏.‏

قال مكحول وقتادة والزهري وغيرهم‏:‏ ما رأيت أعلم من ابن المسيب‏.‏

وقال علي بن المديني‏:‏ لا أعلم في التابعين أوسع علمًا منه‏.‏

وهو عندي أجل التابعين‏.‏

وقال أحمد العجلي‏:‏ كان لا يأخذ العطاء وله أربع مائة دينار يتجر بها في الزيت‏.‏

وقال مسعر عن سعد بن إبراهيم‏:‏ سمعت سعيد بن المسيب يقول‏:‏ ما أحد أعلم بقضاء قضاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر مني‏.‏

وفيها توفي أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام الأسدي المدني الفقيه الحافظ‏.‏

ولد في سنة تسع وعشرين وحفظ عن والده وكان يصوم الدهر ومات وهو صائم‏.‏

وكان يقرأ كل يوم ربع الختمة في المصحف ويقوم الليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله‏.‏

وكانت وقع فيها الأكلة فنشرها‏.‏

وفيها توفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول قاله يحي بن عبد الله ابن حسن زين العابدين علي بن الحسين الهاشمي‏.‏

وولد سنة ثمان وثلاثين بالكوفة أو سنة سبع‏.‏

قال الزهري‏:‏ ما رأيت أحدًا أفقه منه لكنه قليل الحديث‏.‏

وقال أبو حاتم الأعرج‏:‏ ما رأيت هاشميًا أفضل منه‏.‏

وعن سعيد بن المسيب قال‏:‏ ما رأيت أورع منه‏.‏

وقال مالك‏:‏ إن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات‏.‏

قال‏:‏ وكان يسمى زين العابدين لعبادته‏.‏

وقال غيره‏:‏ كان عبد الملك يحبه ويحترمه‏.‏

وكان يوم مقتله والده مريضًا‏.‏

فقال عمر بن سعد‏:‏ لا تتعرضوا لهذا المريض‏.‏

قلت‏:‏ مناقبه كثيرة من صلواته وخشوعه وحجه وفضله رضي الله عنه‏.‏

وفيها توفي أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي المدني الفقيه‏.‏

استصغر يوم الجمل فرد هو وعروة‏.‏

وكان يقال له راهب قريش لعبادته وفضله وكان مكفوفًا‏.‏

وهو أحد الفقهاء السبعة‏.‏

وفيها وقيل سنة أربع ومائة توفي أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني‏.‏

أحد

قال الزهري‏:‏ أربعة وجدتهم بحورًا‏:‏ عروة وابن المسيب وأبو سلمة وعبيد الله‏.‏

وفيها تميم بن طرفة الطائي الكوفي‏.‏

ثقة له عدة أحاديث‏.‏